سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر

تمضغوصت

تمضغوصت



تتربع تمضغوصت، شامخة، محصنة فوق قدم جبل أدرار ندرن، منذ نهاية القرن 11 الهجري، محمية بين أحضان سلسلة مقدمة جبال الأطلس الكبير. وتعني "أدرار ندرن" بالعربية، جبل الحياة، لأن السكان المحليين القدامى اعتقدوا بأن الجبل هو مصدر الماء والحياة. وتطلق الكلمة الأمازيغية "أدرار ندرن" على جبل توبقال، البالغ علو قمته 4167 مترا، والذي تلامس قمم مقدمته تخوم شمال وشرق تراب إقليم تارودانت، الذي تنتمي إليه جماعة تافروتن، ذات الحدود الشمالية المشتركة مع تالمكانت والشمال الشرقي مع ايمولاس والشرقي الجنوبية مع جماعة تملوكت والجنوب الغربي مع أيت مخلوف وغربا مع جماعة أركانة.




تقع تمضغوصت وسط وق  جبل أدرار ندرن بجماعة تاملوكت بالشمال الشرقي لتارودانت، والتي تبعد بدورها عن عاصمة سوس العالمة بـ 80 كيلومتر شرقا.
ويشبه الحوض الطبيعي الذي تعشش فيه قرية تمضغوصت، في تفاصيل جغرافيته، وثنايا قممه الحادة، وسفوح جباله الشديدة الانحدار، وممرات فجاجه المتراصة، وأوديته الحلزونية، ومنعرجات طريقه الملتوية صعودا وهبوطا، منطقة التبت الصينية التي يمر منها طريق سمي بـ"الطريق السماوي".

الطريق إلى تمضغوصت



قررت  التوجه إلى بلدة تمضغوصت. سألت عن المسافة التي تربط بينها وبين حاضرة سوس تارودانت، فاطمأننت، عندما علمت بأن الطريق المؤدية إلى واحدة من أعرق دواوير المنطقة ، ومسافتها حوالي 25 كيلومترا،  كلها منعرجات ومنحدرات وصواعد ونوازل، وتصل مسافتها إلى 50 كيلومترا ، كانت الرحلة، من ناحية أخرى جذابة وممتعة، لما تزخر به المنطقة من مناظر جذابة، تنعش الخيال، وتبوح بأسرار المغرب العميق. وبمجرد أن قطعنا الوادي الواعر الذي اتخذته تارودانت حزاما شماليا لها، وانطلقنا صوب قرية تمضغوصت، ووصلنا إلى مركز تاملكوت، . كان سيرنا، ونحن نصعد وننزل منعرجات ومنحدرات ومرتفعات جبال مقدمة توبقال، كمن يسير صوب المجهول.
لم نلحظ وجود أي علامات للتشوير تدل على وجهة المسار، ولا مساكن على الطريق، لمساءلة قاطنيها عن وجهة الطريق. تخيل لنا بعد قطع 20 كيلومتر أننا نسير في الاتجاه الخطأ، وأننا فقدنا بوصلة الطريق التي تعبر الجبال المكسوة بالأركان. فجأة شاهدنا بعض القرى الصغيرة البعيدة، منتشرة هنا وهناك، معلقة فوق سفوح الجبال.
تابعنا سيرنا نحو المجهول، بعد أن فقدنا الاتصال الهاتفي مع مرشدنا الذي كان يقتفي خطواتنا منذ الوادي الواعر، للانعدام التام للتغطية الهاتفية. واصلنا السير نخيط الجبل بالآخر، حتى استوقفتنا قرية يخترقها الطريق بشكل عنيف، لأنه بالكاد يسمح بمرور سيارة واحدة. تنفسنا الصعداء عندما أكد لنا أحد الشباب بأن"الطريق السماوي" تمضغوصت، هو الذي نجتازه، لكن"بااااق قدّامكُم الطريق، سيروا غييير بالشوية راها واعرة".


هناك تعليقان (2):

  1. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف
  2. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف