سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر

ما أجمل شهر رمضان عندما يكون بداية للتوبة



ما أجمل شهر رمضان عندما يكون بداية للتوبة



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله..... أما بعد
لا يخفى على كل ذي لب أن الله يفتح لعباده الكثير من أبواب الرحمة في شهر رمضان ليدخل منها السالكون إلى الله - عز وجل - فتوصلهم إلى الجنة، ويُعرض عنها المحرومون تصديقا لما رواه البخاري من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (( كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قالوا: يا رسول الله، ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى)) البخاري (7280).

والقارئ لكتاب الله - عز وجل - يجد أن الله - سبحانه وتعالى - لم يذكر في القرآن شهراً باسمه إلا شهر رمضان قال - تعالى -: ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ) البقرة: 185.

وقد خص الله - عز وجل - هذا الشهر عن غيره من الشهور بكثير من الخصائص والفضائل علمها السلف الصالح والتابعون من بعدهم فشمروا عن ساعد الجد في هذا الشهر المبارك تقرباً إلى الله - عز وجل - بامتثال الطاعات، واجتناب المحرمات، والتوبة النصوح، والعزيمة الصادقة على اغتنام جميع أوقاته.
ولا شك أن كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، لذلك أوجب الله - عز وجل - على عباده التوبة فقال - تعالى -: ( وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون ) سورة النور /31.
فما أجمل شهر رمضان عندما يكون بدايةً للتوبة وقد جعله الله شهراً تحط فيه الخطايا، وترفع فيه الدرجات، وتعتق فيه الرقاب من النيران، وتضاعف فيه الحسنات، فحريّ بك أخي الحبيب أن تستقبله بتوبة صادقة حتى يحبك الله - عز وجل - لما ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:(( لله أشد فرحاً بتوبة عبده من رجل نزل منزلاً وبه مهلكة، ومعه راحلته، وعليها طعامه وشرابه، فوضع رأسه فنام نومة، فاستيقظ وقد ذهبت راحلته، حتى اذا اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله، قال: أرجع إلى مكاني، فرجع فنام نومة، ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده )) البخاري (6308) ومسلم (2744).
فما أعظم هذا الفرح.. فبادروا بالتوبة إخوتاه وإياكم والتسويف فلا يدري أحدنا متى تأتيه منيته، ومتى تحين وفاته، وهل يدرك شهر رمضان المقبل أم لا؟ وليكن لنا في رسول الله - صل الله عليه وسلم - القدوة والأسوة فكان - صل الله عليه وسلم: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (( والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة )) البخاري (6307).
وعن الأغر بن يسار المزني أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (( يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب في اليوم مائة مرة )) مسلم (2702).
إخوتاه...
إذا كان النبي - صل الله عليه وسلم - يستغفر ربه ويتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فماذا ينبغي علينا نحن وقد كثرت الخطايا والسيئات إلا التوبة والإنابة والعودة إلى الله - عز وجل - واعلم أخي الحبيب أن التوبة ليست ألفاظا باللسان ثم الاستمرار على الذنب فلا بد لها من شروط منها:
الأول: الإقلاع عن الذنب فورا.
الثاني: الندم على ما فات.
الثالث: العزم على عدم العودة.
الرابع: إرجاع حقوق من ظلمهم، أو طلب البراءة منهم.
ويجب أن تكون التوبة خالصة لوجه الله - سبحانه وتعالى - لا لغرض آخر أو لعدم القدرة على فعل الذنب فلا يعتبر تائبا من ترك السرقة مثلا لأنه لم يجد ما يسرقه ولا من ترك شرب الخمر لأن الطبيب حذره من أضراره أو لأنه لم يجده متوفرا عنده، فانتبه أخي - رحمك الله - إلى هذا المعنى. قال - صلى الله عليه وسلم -: (( إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا، وابتغى به وجه الله )) صحيح الجامع /1856
أخي الحبيب...
أحسن الظن بأرحم الراحمين، وسر إليه تائباً مستغفراً متيقناً أنه لا ملجأ من الله إلا إليه، وسارع إلى فعل الخيرات والأعمال الصالحة ورفقة عباد الله الصالحين فلا تتأخر ولا تسوف. وقل كما قال الصالحون من عباد الله: (وعجلت إليك ربي لترضى)


{ للأمانة...الكاتب ::عصام بن عبد ربه محمد مشاحيت}

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق